إنها نسمات رمضان العليلة الندية ونفحاته العطرة الزكية ..
أيام قليلة وتستقبل الأمة جمعاء أعظم شهورها المباركة وأجل لحظاتها العطرة
نستقبل رمضان شهر الأمن والإيمان والطاعات والقربات حيث روحانية القلب واطمئنانه ، فباب التوبة فيه مفتوح وعطاء الله فيه ممنوح وخيره يغدو ويروح
العيش في رمضان لذة لاتدانيها لذة يتميز بها عن سائر الشهور والأيام ..
ولحظات يفوح أريج عطرها بصالح الدعوات والعبادات ..
نحن أمة الإسلام حياتها في كل شاطئ من شواطئ شهورنا التي ننشر فيها أشرعة أعمالنا ونرسوا على مرافئه آمالنا لننهل من معين ذلك الشاطئ العذب ، ونستقي من مورده الزلال .
جلال العبادات ، وتنسك الصلوات والطاعات ، ورمضان شاطئه له روحانيته ...
تظهر بخشوع المصلين وتلاوة الذاكرين وإخبات المنيبين وابتهال العابدين وتوبة المذنبين ..
في غرته نستبشر بمقدمه الميمون ، ونأنس بحضوره بعد غياب طال ، وانتظار بشوق ..
لكنه سرعان ما ينطوي وسريعا ً ما ينزوي وينقضي
وهي سنة الله في تتابع الأيام وتعاقب الأزمان وتصرم اللحظات وانتهاء الآجال .
لكن المسلم الحصيف والمؤمن اللبيب من يستقبل لحظات رمضان وثوانيها ويُعد لساعاتها الإيمانيه ونسماتها الربانية مزيدا من الجهد والإجتهاد ومن التعبد والصلوات فالطاعة مهما طالت يذهب تعبها ويبقى عند المولى الحميد أجرها .
إن فئات من الناس وهم شرمذه قد شكلوا نتؤات في مجتمعنا الصالح
قد أعدوا لنسائم رمضان الإفساد والفساد فقد جمعوا طيلة العام أنواعا من المعاصي والسيئات ، حتى يهل هلال رمضان فتُنثر في وسائل الإعلام أعمالهم التي لا تمت إلى الإسلام بصلة ولا إلى المنهج السوي بعلاقة .
فتلك قناة قد أعدت برامج ومسلسلات مفسده ذات نوايا فاسدة تؤجج الشباب إلى بلوغ موارد الرذيلة ، وأخرى تحرص جاهدة إلى أن تنوء بعماد الأمة من محاضن الصلاح والفضيلة .
فهم يرغبون إبعاد شباب الأمة وفتياتها عن اللذة الباقية إلى الفانية ، إنهم لحريصون كل الحرص وهم في كوكبة شيطانيه إلى زعزعة القيم الرشيدة والفضائل الحميدة بكل طريق وبأي سبيل ..
وإننا لنتجرع الحزن والأسف أن تنقضي الأعمار وتتوالى مواسم الخيرات ، وأمتنا المباركة لا يزال للأسف كثير بل جُل رجالها ونسائها فى سبات عميق ، حتى لم يستيقظوا إلا والشيطان قد بال في الآذان وقضى وطره من المعاصي والسيئات.
إن الكلمات وإن تسارعت وحملت الكثير من الحزن على حال أمتنا
إلا أن الأمل باق وإنها لمبعوثة بالحب الصادق لكم إخوتيّ وأحبتيّ فى الله .
إن أمامكم أيام فضيلة فقوموا على عجل ورتبوا الأعمال في مهل وقوموا قيام الصالحين ، واستنيروا بمن أنار لنا طريق الفلاح ، متبعين هديه ، فالحياة مغنم للطائعين ومركب يرسو في مرافئ ......
" إياك نعبد وإياك نستعين "