جنرال مصر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جنرال مصر

جنرال مصر لشباب الحريه


    من بعد الفراق

    غاردينيا
    غاردينيا
    مدير عام


    عدد المساهمات : 1090
    تاريخ التسجيل : 30/05/2011

    من بعد الفراق Empty من بعد الفراق

    مُساهمة  غاردينيا الأربعاء يونيو 15, 2011 4:15 pm

    كانت بينهم بضع مسافة..

    كانو على حافتي طريق..

    كان بعفويته التي تعشقها يلازم تلك الزاوية

    من الدنيا في ذلك الزمان

    الذي كان شاهدا على بداية الحكاية...

    كان قد اعتاد احتساء قهوته على تلك الشرفة..

    كما اعتادت النظر إليه.

    وكأن شمسها باتت تشرق من عينيه،

    كمااعتادت سماع موسيقاه في آخر الليل،

    اعتاد رؤية ظلها من خلف ذلك الستار .

    وفي الصباح ،إذا ما رأته مبتسما لها أدارت وجهها

    تجاهلته وكأنها لم تنتظره لساعات.. وساعات

    وهي تتأمل بلهفة مجنونة أشياءه ..فنجان قهوة..

    وأشياءه مبعثرة.. كانت بجانبه منذ ليلة أمس

    وإذا ما وقف يتأملها .. ارتبكت أمام عينيه

    وقالت في نفسها ماذا تراه يتأمل بي؟؟!

    أحبها..أحبته. لمجرد نظرة.. دون كلام

    أحبته.. دون أن تجرؤ على الحديث معه..أو عنه

    أحبته.. دون أن تعلم أن ما أصابابها.. هو الحب

    دون كلام.. بنظرات خائفة

    كانوا يأكدون على موعد الغد.. ينتظرونه..

    يشتاقونه.. وعلى هذا..

    مرت شهور.. سنة.. سنتين

    في كل يوم كان شوقها لتلك الصباحات

    الوردية يزداد دون أن تفكر يوما في

    المستقبل.. فلحظة رؤيته كانت تساوي عندها

    ماضيها..وحاضرها.. وكل المستقبل

    وهكذا..مرت الأيام....

    إلى أن...

    تسلل القدر مكشرا عن أنيابه ..إلى تلك

    القوقعة الوردية واختلست منهما أجمل اللحظات

    على غفلة ودون استئذان.. تدخل القدر..

    فإذا بها طعنة..جرحت قلبيهما

    فطالت المسافات بينهما..

    ودخل الشؤم حياتهما...

    فأجبرت...ورحلت...

    رحلت دون أن تفكر بالرجوع

    رحلت ولملمت أشياءها... بل كانت ذكرياتها

    احتضنت خياله معها ومضت...

    وقتها تسلل الظلام حياتها. واتشحت بالسواد

    أيامها... وطيفه فقط كان يضيئ من وقت لآخر

    عتمة قلبها وفكرت أنها ستداوي بالنسيان آلامها.

    وهكذا...مرت الأيام...

    شهور...سنة...سنتان...

    إلى أن....

    فاجأها القدر...فجر بها ذكرياتها

    أضحكها حتى البكاء...

    حملها إلى قوقعتها الوردية

    أعاد حكايتها...بصياغة جديدة.

    حكاية ...باتت من أجمل الحكايات

    حياتهما...امتلأت..حبا.. شغفا..شوقا..وحنان

    وكم كان رهيب عناقهما... بعد فراق أعياهما

    فما أروع الدنيا وكأنها فقط لهما

    وما أعظم الحب بعد عذاب وألم...وحرمان

    وما أعظمه حبيبي من إنسان...

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 9:35 pm