هذه المرة ...
أكتب على جهاز الحاسوب ... لا أريد أوراقا .. وأقلام رصاص .. أو أقلام حبر أسود ...
أريد أن أدرس حروفي حرفا فحرف .. وليس بالكلمة ...
وكأن دمعي اليوم وأمس .. امتداد لما أجادت به السماء من قطرات مطر خفيفة لطيفة عشية الأمس ...
أبكي لأي شي أراه .. أو أسمعه ... أو أتذكره ...
أمس .. رأيت طفلا يرضع من ثدي أمه ... بكيت ..
وفي منتصف الليل استيقظت بحلم لا أذكره ... لكني بكيت ...
والآن سمعت أغنية .. فبكيت ...
وقرأت موضوعا على الانترنت ... فبكيت ...
فما بال الدموع ... تنهمر بغزارة ...
وكأن" النسيان" قارب على الوصول ... وأنا في نهاية كتابه !!...
وكأنه يغسل بالدموع كل أحلامي الفانية ... المتحطمة ... لأراها تولد من جديد ...
دموع ليست حارقة ... بل ندية ... كدموع الفرح .. والأمل ... والحب ..
ليست دموع جرح ... أو حزن ...
"ولا في الأحلام ... ولا أي كلام ... يوصف يا حبيبي عنيك السود ...
في جمالك مين .. ولا شافت عين ... ده اللي في حسنك ما بقاش موجود ...
أنا بعشق عيني عشان شايفاك ... أنا روحي حبيبي خلاص وياك ..
قلبي اللي احتار ورميته في نار .. بقلك حن علي حرام !..."
أدندن في الأغنية ... وكأني لأول مرة أسمع أغنية .. لأول مرة أعشق ... لأول مرة أبتسم ... لأول مرة أبكي ...
لماذا أبكي ؟!...
ألم أقل لكم !!!! .... انه النسيان على مشارف محطة انتظاري له ... أتى ليحل مكان أحزاني ... ويشفيني ممن سبقه إلى قلبي ...
"برتاح معاك ... أنا كل حاجة تغيرت فيا بهواك ...
أهو ده اللي بطمني ويقربني ليك ...
وانت اديك في اديا قولي أسببها ليه ؟!!!
ايه أغلى منك تاني ح أتمناه ؟...."
نعم .. لم أشعر بالراحة هذه إلا معك .. أنت أيها النسيان ...
فلا تدعني لنيران الذاكرة ثانية ... تحرقني .. حتى بدموعي!! ...